آراء

وردة العجوري تكتب بمناسبة عيد المرأة…”دعونا نُحِبُّ هذا الوطن بسلام”

Publié le 10 مارس 2018 à 21:19 وردة العجوري تكتب بمناسبة عيد المرأة…”دعونا نُحِبُّ هذا الوطن بسلام”

بقلم الأستاذة وردة العجوري

سيبقى قلبنا ينبض للريف المهمش لأكثر من ستين سنة، وسيظل منبعا للقوة والاتحاد من أجل المطالبة بالحقوق المشروعة لتوفير العيش الكريم

لن نرضى بالحكرة والظلم والإقصاء واعتقال الأبرياء

وسنظل صامدات متشبثات بحقوقنا وحقوق أبناء وبنات الريف إلى آخر نفس….

تحياتي العالية لكل حرة حضرت اليوم بحديقة 3 مارس (الحسيمة) لتخليد اليوم الأممي للمرأة…وللمطالبة بإطلاق سراح جميع معتقلي الحراك الشعبي الأبرياء ….

والحمد لله على سلامة الأخت نهال اهباض التي تعرضت لانهيار عصبي، مما استوجب نقلها ومرافقتها إلى قسم المستعجلات…وكذا سلامة الجميع….
 
فإذا كانت المرأة الأمريكية قد خرجت في أكبر مسيرة بنيويورك بعد الحرب العالمية الأولى ، للمطالبة بالرفع من الأجور بمعمل النسيج ، والتخفيض من ساعات العمل ، وعدم تشغيل الأطفال ، والحق في الانتخابات ، تحت شعار “خبز و ورود،

فالمرأة الريفية خرجت هذا اليوم (8 مارس 2018) بمدينة الحسيمة ، بعدما كانت المسيرة التاريخية العظيمة للثامن مارس 2017 ، التي احتلت المرتبة الثالثة عالميا آنذاك بعد فرنسا وإسبانيا، اول ثورة فكرية ، وانطلاقة صاروخية للتحدي والنضال الفعلي….

خرجت اليوم ،تحت شعار “حرية ، كرامة، عدالة اجتماعية“.

من أجل المطالبة:

اولا بإطلاق سراح جميع معتقلي الحراك الشعبي ، والمعتقلين المتضامنين مع هذا الأخير…خصوصا وأن الأمهات ، الزوجات، الأخوات ، وكل عائلاتهم يعانين معنويا ، ماديا ، صحيا في التنقل للقيام بالزيارات إلى مختلف سجون المدن المغربية ، منها عكاشة ، توريرت ، عين عيشة ، فاس ، مكناس ، سلا ، تازة ، جرسيف ، زايو ، الناظور

بالإضافة إلى تحملهن المسؤولية داخل وخارج البيت

التحقيق النزيه في ملفات الشهداء

التنديد بالأحكام القاسية الصورية في وجه معتقلي الحراك ، والتي وصلت أقصاها إلى عشرين سنة سجنا نافذا في حق كل من “حسن باربا ” و “حسن حجي ” …..

تحقيق الملف الحقوقي.

التسريع في إنشاء معامل ومصانع وشركات لتوفير مناصب الشغل خصوصا للمطلقات والأرامل ، وكذا توفير مناصب للعاطلات اللواتي يحملن شواهد دراسية عليا

التخفيض من ساعات العمل والرفع من الأجور بالنسبة للعاملات..

جعل اليوم العالمي للمرأة كيوم عطلة للمرأة العاملة سواء في القطاع الخاص او العام .

تشجيع الفتاة على التمدرس وخصوصا في العالم القروي

فك العزلة للمرأة القروية خصوصا والريفية عامة

التخفيض في الأسعار

توفير الضمان الاجتماعي للجميع.

التسريع في فك لغز اللوبيات العقارية والثروة السمكية ،

فلا يعقل أن نتواجد بمنطقة تتمتع بانتاج الصيد البحري لكن يبقى ثمن السردين 20 درهما في فصل الشتاء ، و40 أو 50 درهما في فصل الصيف….

إصلاح مدونة الأسرة ، ومنع زواج القاصرات لأنه يعتبر اغتصابا للطفولة….

فمنذ 2004 ونحن نلاحظ ارتفاع نسبة الطلاق ، والعزوف عن الزواج..

فنحن نريد مدونة تشجع على الزواج وليس الطلاق….

نريد مدونة تضمن حقوق المرأة ، وحقوق الطفل التي هي من مسؤولية المسؤولين وليس لدى الرجل الذي لا حول ولا قوة له ، خصوصا إذا لم يملك عملا قارا ….

تجريم العنف ضد النساء أو الاغتصاب .

حرية التعبير .

الحق في المشاركة بمراكز القرار .

المساواة وعدم التمييز .

عدم تسليط العقلية الذكورية في جميع المجالات والمؤسسات

توفير فضاءات للترفيه مع الأطفال ، ونوادي للرياضة ، ومكتبة واسعة شاملة للمطالعة والتثقيف الفكري….ومعاهد للموسيقى…بالإضافة إلى فضاءات خضراء لاستنشاق الأوكسجين ..

توفير حدائق وألعاب للأطفال

مدارس خاصة لمحو الأمية ، لمحاربة هذه الأخيرة بشكل جدي ، (وللاشارة فبعض النساء يجلسن أرضا بالمساجد لمدة تفوق ساعتين، لن نرضى هذه الإهانة لامهاتنا ، كما أن هذا يؤثر سلبا على صحتهن وسلامتهن…)

التحقيق النزيه في صندوقي المقاصة والتقاعد ، وعدم تصحيح أخطاء المسؤولين على حساب رواتب الموظفين ، والاقتطاع من أجورهم….

رفع الركود التجاري….

وبصفة عامة توفير جميع حقوق المرأة التي تضمن لها العيش الكريم منذ تاريخ ازديادها…..

 
خرجنا اليوم ليس احتفالا ، ولا عيدا ، فيكفي اننا لم نحس بالعيدين الفطر والاضحى وغيرهما….

وإنما للتنديد بكل ما تعانيه المنطقة منذ زمن بعيد ، وبدل شاحنات مواد البناء ، نتفاجا بشاحنات القوات العمومية والأمن الوطني.

خرجنا للمطالبة بمطالب مشروعة كأي امرأة بالمغرب وبالعالم بأسره ، وإذ بنا نتفاجا بقمع اول مطلب ، وهو حرية التعبير السلمي….
 
لقد اتضح اليوم بالملموس على أن ما يسمى ب (عيد المرأة ) ليس بعالميا ، واكبر دليل هو قمع وحكرة ومنع نساء الريف من تخليد اليوم الأممي…..

فكفانا إذن من الأوهام والشعارات الزائفة الواهية باسم عيد المرأة…..بهدف الاسترزاق أو كسب المناصب والكراسي، أو إظهار الديموقراطية كتابة شفويا وطنيا ودوليا ، مع العلم ان مرتبة حقوق الإنسان قد تراجعت بشكل فضيع خلال السنة الجارية كما صرحت بذلك منظمة العفو الدولي…..

والغريب من هذا وذاك ، هو صمت جميع جهات المسؤولين من مؤسسات ، منظمات ،هياكل ، منتديات، مجالس ……صمتها وجمودها أمام معاناة المرأة عامة ، والمرأة الريفية خاصة ، لما تعرضت له هذه الأخيرة ولازالت من مهزلة الحكرة ،التهميش ،الاهانات ، القمع ، المحاكمات ، الاستدعاءات ، وكذا التعذيب النفسي الذي تشعر به جميع نساء عائلات معتقلي الحراك….ونساء الساكنة ككل…..

فمحاكمة الأخت “هاديا “اليوم ، لهو إهانة لنا جميعا ، ومسا خارقا لكرامتنا وحقوقنا ، خصوصا حين يتعلق الأمر ، باجرام الحق في التعبير بالفايسبوك عن طريق تدوينة لا تسمن ولا تغني من جوع….
 
فالي متى سيستمر استغلال مصطلح (المرأة ) في الأوراق ، وفي الابواق أثناء الانتخابات ، دون منحها أبسط حق (ولو حرية التعبير ) على أرض الواقع……

كفانا….كفانا….كفانا….من آثار عصر الجاهلية…..

فادفنونا إذن أحياء ، مادام حياة المرأة وموتها سواء في عصرنا هذا ….عصر الفضاءات والتقدم التكنولوجي بالدول النامية….

نطالب بالحق في الحياة والإنسانية……..
 
نحن لا نريد سياسة امبريالية تسعى للتفرقة بين الشعوب ، ولا سياسة التهجير ….ولا سياسة رأسمالية تسعى لتفقير الطبقتين الفقيرة والمتوسطة….

وإنما نريد سياسة ديموقراطية ، تهدف إلى تقسيم ثروات البلاد بشكل عادل ، أساسه البرنامج الفعلي للتنمية الاقتصادية ، وتشجيع اليد العاملة من فئة الشبيبة خصوصا ،سواءا أكانت ذكرا ام أنثى…لتحبيب الوطن….

فالحل الوحيد لحل كل الأزمات الاقتصادية ، السياسية ، الاجتماعية أو حتى الحراكية……هو الحب…..

أجل…….الحل هو الحب أيها المسؤولون :

حب الوطن ….حب الشعب….حب الخير ….حب إعطاء كل ذي حق حقه…..حب العدل والعدالة….حتى نساهم جميعا في النهوض ببناء وتقدم البلاد ورقيها نحو غد أفضل…..

فاطلقوا سراح اخواننا أولا…..

ودعونا نحب هذا الوطن بسلام……..
 
(بقلم وردة العجوري …/الخميس 8 مارس 2018.)

……..

لزيارة صفحة الأستاذة وردة العجوري، المرجو النقر هنا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Derniers articles

Publié le 1 يوليو 2021 à 16:51
المقال الاول
Publié le 28 يونيو 2021 à 10:34
Bonjour tout le monde !