مغاربة-العالم

بيان من أجل الريف، خطوة الديسبورا.

Publié le 8 أبريل 2021 à 22:27 بيان من أجل الريف، خطوة الديسبورا.

على إثر إصدار مجموعة من الفعاليات الريفية المناضلة في أوروبا ببيان سمي ب<<بيان من أجل لريف>>، في ما يلى مقال توصلنا به في موقع ريف أونلاين  من توقيع السيد محمد اكوح من بروكسيل.

                                          
إن تاريخ الشعوب المضطهدة هو تاريخ نضال وصراع من أجل إثبات وجودهم وفرض مطالبهم، وفي معمعان هذا الصراع تتولد الأفكار لرسم مسارات متعددة تصب في مشروع بناء نظام سياسي يحترم الاختلاف باسم الديمقراطية.

مناسبة هذا الكلام هو إصدار مجموعة من الفعاليات المناضلة بيان سمي ب<<بيان من أجل الريف>> والذي يحتوي على سبعة فصول في سبعة وسبعون صفحة باللغة الفرنسية، اظافة الى الديباجة والخاتمة. وقد وقعه رفاق يتقاسمون أفكارا وطرروحات قد تكون لبنة أساسية لأي نقاش فكري يهدف الى النهوض بالجدل العمومي.
 
كون الإنسان كائن إجتماعي يطمح الى الرقي داخل مجموعته البشرية التي يتقاسم معها المجال والثقافة اظافة الى الطموح والأهداف، هي الدوافع الرئيسية اللتي أدت بجماهير غفيرة بأوربا الغربية للخروج إلى الشارع للتظاهر في عواصمها والتنديد بسياسة القمع اللتي ينهجها النظام السياسي المغربي ونصرة مطالب الحراك الشعبي بالريف.

بدأت عملية تهجير السواعد العاملة من الريف بداية الستينيات من القرن الماضي ولم تتوقف بعد لإعتبار أساسي كون عوامل الماضي هي نفسها اللتي تدفع بالشباب الى خوض مغامرة ركوب قوارب الموت أو بطرق اخرى مختلفة ولا تقل خطورة.  للحد من هذه الظاهرة على الدولة المغربية ان تستجيب لمطالب الساكنة وللمطالبة بذلك فإن الاحتجاج ورفع عرائض التضامن لايكفي بل يراكم لأساليب أخرى تؤكد الاستمرارية. ويأتي إصدار <<بيان من أجل الريف>> للتأكيد عن دور الريفيين ببلاد المهجر ومساهمتهم الفكرية في طرح أسئلة للنقاش فيها قدر كبير من التوافق.

<<nous sommes pas dépendants, de telle, ou telle organisation politique. Ce manifeste est une contribution au débat d’idée dans notre vaste population rifaine, est un outil de mobilisation sociale. >>

من خلال هذه الفقرة من البيان يتبين لنا ان الفعاليات اما غير منتمية سياسيا الى إطار حزبي أو تخلت عن العباءة السياسية الحزبية لاعتبارات عديدة قد تأتي فرصة أخرى للحديث عنها، لكن كمتتبع للمشهد السياسي المغربي يمكن القول هناك إجماع عن فشل الإطارات السياسية اللتي إختارت ممارسة العمل السياسي من داخل المؤسسات موالية كانت او معارضة،بل تم تمييع ومسخ العمل السياسي عن طريق التحكم في أدنى قراراته. ولما كان الوضع كذلك تعين البحث عن خلق البديل الذي يستوعب توجهات مختلفة تتشارك في حد أدنى هي نفسها أرضية النقاش لبيان من أجل الريف. ومن خلال هذا الإصدار القيم يمكننا الحديث عن ثلاثة محاور رئيسية.

1_الهوية التاريخية للريفيين كشعب مقاوم راكم لذاكرة تاريخية ترفض الهيمنة المركزية والإستبداد.
2_دور المهجرين بأوربا كقوة إقتراحية فاعلة وإمتداد للمكونات الاساسية في المجتمع الريفي.
3_اللائحة المطلبية القابلة للنقاش وفق مرجعيات فكرية مختلفة.

<<Pour les principes de liberté, de dignité et de justice sociale. >>

 
في الفصل الثاني من البيان نقرأ هذا الشعار المركزي اللذي استطاع أن يجمع كل مكونات حركة عشرين فبراير والحركات الاحتجاجية اللتي ظهرت بعد ذلك منها حراك الريف. حرية، كرامة و عدالة إجتماعية.

الحرية :  حرية التعبير، حرية الاختيار السياسي، حرية تقرير المصير الاقتصادي، حرية الافراد والجماعات في التنظيم، حرية التظاهر، حرية المعتقد، حرية الشعوب في إختيار ممثليها وربط مسؤوليتهم بالمحاسبة

الكرامة: كينونة الإنسان ماهيته، ضمان حق الافراد في العمل، السكن، الصحة، التعليم، التنقل والسفر. اقرار نظام سياسي ديمقراطي جوهره تنمية حقيقية وخدمة البشرية.

عدالة إجتماعية : إحقاق العدل بمفهومه الفلسفي والقانوني، التوزيع العادل للثروات، المساواة أمام القانون وتكافؤ الفرص ونبذ التمييز.

المخاض دائما يكون عسيرا وخاصة اذا استحضرنا مجموعة من الشروط موضوعية كانت او ذاتية، وبالرغم من التحديات اللتي تحاصر المشهد الريفي يبقى الأمل هو أملنا جميعا في وطن يتسع للجميع وينتفي فيه الظلم والجور والاستبداد، ولنتجاوز كذلك خطابات التخوين أو ما يمكن تسميته بضجيج صراير الليل بعد غزوة النعل ورجم الصور وحرق الاعلام وحمل اعلام شعوب أخرى الى جانب علم الريف التاريخي لا لعزته وجلاله بل لتدنيسه وتشويهه والانتقاص من قيمته من حيث لا يحتسب الغفلة.

لا يسعنا الا ان نحيي هذا المجهود الفكري وكل من ساهم من قريب او بعيد في خلق نقاش فكري سيراكم لا محالة لبلورة خريطة الطريق نحو غد افضل.
 
محمد اكوح بروكسل.

 
1: page 7 manifeste pour le Rif
2: page 27 manifeste pour le Rif

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Derniers articles

Publié le 1 يوليو 2021 à 16:51
المقال الاول
Publié le 28 يونيو 2021 à 10:34
Bonjour tout le monde !